4 خطوات أساسية لإنشاء علامة تجارية ناجحة لمشروعك الناشئ

September 30, 2017


كل مشروع يحتاج إلى تصميم علامة تجارية قوية خاصة به، وإنشاؤها في بداية المشروع بشكلٍ يمكّن الجمهور من تذكّرها وتداولها يمثل تحديًا كبيرًا، ففي أغلب الحالات، لا يمتلك روّاد الأعمال الخبرة الكافية لتطوير علامة تجارية مميزة بالشكل المتوقع كالذي تقوم به شركة التصميم المتخصصة. كذلك لم يعد خوض هذا التحدي ترفًا أو أمرًا فرعيًا يمكن الاستغناء عنه، فالإحصائيات تشير إلى أن  أكثر من 100 مشروع ناشيء سيجد طريقه للنور فور انتهائك من قراءة هذا المقال.

هذه المشاريع بدورها تمتلك علامات تجارية، ومواقع إلكترونية، ومنتجات، ومدوّنات، وشعارات دعائية، وتطبيقات للهواتف الذكية، وغيرها الكثير، وجميعها تحتاج إلى هوية مميزة وعلامة تجارية بارزة حتى يسهل تذكر المشروع وانتشاره بين شريحة الجمهور المستهدف مما  يجعل المنافسة في إنشاء العلامات التجارية أكثر حدة وبحاجة إلى تخطيطٍ جيد.

ولكن قبل الخوض في آليات التنفيذ، يجب التأكد أولًا من سبب إنشائك لهذا المشروع بالذات من الأساس، لأنه من المهم أن تكون مدركًا بشكلٍ تام وكامل للغرض والهدف من وراء فكرة مشروعك. فوفقًا لـ «سيمون سينك»: الناس لا يبتاعون ما تقدمه، بل السبب الذي تقدمه لأجله. لذا هذا ما يجعلك بحاجة أولًا لفهم مشروعك حتى تصبح مقنعًا لجمهورك.  
لذا، لم يعد هناك حاجة إلى تمحور العلامات التجارية التي تشمل الإسم، الفكرة، الإدارة، وغيرها على شخصك أو مجموعة المؤسسين، بل يجب أن تركز على الهدف من وراء المشروع والقيمة التي يحاول إضافتها إلى المجتمع، فعلامتك التجارية هي ما ستميّز شركتك، لذا تأكّد من أن كل تفاصيلها تدعم وتؤكّد رؤيتك الأكبر.

والآن دعنا نبدأ… إليك أربع خطوات رئيسية وقليلة التكلفة من شأنها مساعدتك في إنشاء علامة تجارية قوية لمشروعك الناشئ
.

1) اختر اسمًا قويًا:

يفضّل أن يوضح اسم مشروعك ما تقدمه وكيف تقدمه. يجب كذلك أن يكون قصيرًا، موجزًا، وسهل القراءة والفهم.  أما إذا كان اسم مشروعك لا يكشف الكثير من المعلومات حول ما تقدمه، ففي هذه الحالة تأكّد من استدراك ذلك بلغة واضحة وقوية في شعارك الدعائي وحملاتك الترويجية.

 

ينبغي للاسم على الأقل أن يعني شيئًا، فهو واجهة المشروع ومقياس مدى معرفة الناس بوجوده من الأساس، ربما يمثّل تشبيهًا، مجازًا، رمزًا، كلمة، أي شيء يحمل قصة،  أو ذكرى ذات معنى سواء بالنسبة إلى مؤسسيه أو الجمهور.

الاسم ذو المغزى أكثر قيمة من الاسم الرنان فحسب. تذكر أن المسوّقين البارعين لا يروّجون لعلامات تجارية فقط، بل يبيعون قصتها، وهو ما يقنع العميل بالتعامل مع علامة  تجارية دون غيرها، وأحد أهم مميّزاتها بين المنافسين.

ولعلك تساءلت يومًا عن سبب الانتشار الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي بهذه الكثافة. حسنًا، ذلك أن البشر يميلون للتواصل العاطفي القوي الذي يحدث بمشاركة القصص والتجارب، لأن هناك قصةً ما خلف كل شيء. فما هي قصة شركتك إذًا وكيف سينعكس ذلك على الإسم الذي تختاره؟

2) كوّن فريقًا شغوفًا:

- الخبرة:
الخبرة تعني المهارة والفهم العميق للمجال، ولا تٌقاس بالضرورة بعدد السنين. يكفي أن يكون المُوظّف ماهرًا فيما يقوم به وقادرًا على تنفيذ المهام بكفاءة ودقة.

-  الرغبة في التطوّر:
سواءً على المستوى الشخصي أو المهني. فبالإضافة إلى أهمية الخبرة والحرفية العالية، إلا أن بعض متوسطي أو قليلي الخبرة يمتلكون قدرة أكبر على تطوير مهاراتهم، والاستمرار في التعلم، وتحسين مستواهم بشكلٍ دائم. قد يكون كل ما تحتاجه -خاصةً في المراحل الأولى- هو مجموعة من هؤلاء الأشخاص.

- مهارات تواصل قوية:
هذه المهارات أساسية وحرجة جدًا فيما يتعلق بالتوظيف، لأن أغلب المهام تحتاج إلى التواصل والمشاركة لإنجازها بفعالية، وهو ما يحتاج إلى التحلّي بمهارات التواصل الأساسية، وكيفية العمل في فريق، وكيفية تخطّي الخلافات.

-الإيمان بالفكرة:
تحتاج إلى فريق يعتنق الفكرة ويؤمن بها إيمانًا كاملًا وينشرها، خصوصًا -كما ذكرنا- في المراحل المبكرة. لذا ينبغي أن يكون الموظّف مؤمنًا بأهمية وقيمة الخدمة أو المنتج الذي تقدمه الشركة.

3) التفاعل الذكي مع الجمهور:

كن منفتحًا ونشيطًا فيما يخص التفاعل مع عملائك من خلال تطبيق هذه النصائح:

- استمع إلى الانتقاد الموجّه إلى الشركة لتحديد نقاط الضعف التي عليك العمل لتطويرها.

- أضِف إليهم شيئًا شخصيًا وقيّمًا، كأن تكوّن علاقة شخصية قوية بين علامتك التجارية وعملائك، أو تخصّص تعاملاتك معهم بتقديم ما يهمهم ويمثّل قيمة كبرى لكل منهم على حدى مثل عبارات تهنئة أو تخفيضات أو هدايا في المناسبات الشخصية أو العامة.

- راقب سلوك عملائك المميزين واهتماماتهم الشخصية وتعليقاتهم على المنتج أو الخدمة، وتتبّع آراءهم في مدى تحسّن الخدمة ورضاهم عنها.

- تذكّر أن البشر يتذكّرون مَن يفيدهم. لذا فإن أسهل (وأقيم) ما يمكنك فعله هو تقديم معلومات ومعرفة قيّمة -ربما مجانية كذلك- إلى جمهورك حتى تفيدهم وتؤثر في حياتهم الشخصية أو المهنية بشكلٍ إيجابي. استخدم الإنفوجرافيك، المقاطع التعليمية، الكتب الرقمية، التدوينات وغيرها لتزويدهم بما يبحثون عنه بشكل مباشر ومجاني.

4 - التسويق الشخصي:


أمام رائد الأعمال تحديان أكبر من بعضهما، بناء إمبراطورية المشروع، والتسويق لذاته كمؤسس له. كلاهما مهمان، وكلاهما يبني الآخر، وتفوقك في أحدهما يجرّ نجاحك في الآخر بطبيعة الحال.

ينبغي على كل مؤسس أن يروّج لنفسه بحرفية بالغة، ليس من باب النرجسية وتضخم الذات، بل بدافع الولاء للمشروع الذي يعمل عليه. لأن أغلب العلامات التجارية الناشئة -والتي تفشل غالبًا- يفتقر مؤسسوها إلى خصال وصفات شخصية مهمة لإنجاحها، كمهارات التواصل الناجح، والإدارة الفعالة، وبناء العلاقات، وإضافة قيمة حقيقية للعملاء الموظفين والشركاء على حدٍ سواء. وهنا يأتي دور الترويج الشخصي، لأن البشر يحبون التواصل مع البشر، لا مع منتجات أو خدمات جمادية، بل مع عنصر بشري حقيقي.

استغل هذا الأمر في تحقيق كل الفرص الممكنة. بشكلٍ مبدئي وأساسي، أنشيء حسابًا قويًا على LinkedIn، كوّن دائرة معارف واسعة وتواصل مع أقرانك من مؤسسي المشاريع المنافسة أو المكمّلة لمشروعك كمديري العلاقات العامة والتسويق والتوظيف وسلاسل التوريد والشحن وغيرها. دوّن عن تجربة مشروعك وعن التحديات التي نجحتم بالفعل في تجاوزها والإنجازات التي حققتموها، وامنح متابعيك وقرّاءك فائدة حقيقية وإنسانية تربطهم بشخصك ومشروعك. لا تبتعد كذلك عن النقاشات والاستفسارات، شارك وأجب على الأسئلة وتفاعل بشكل يجمع بين الإنسانية والإحترافية.

يتحتم عليك كذلك حضور المؤتمرات والفعاليات وورش العمل التي تضم روّادَ ومديري الأعمال والمستثمرين. انعدام تواجدك الاجتماعي يهدم كل ما تحاول بناءه. تقدم بتعريف نفسك وشارك في حوار ونقاش بناء تتبادل فيه الخبرات والمعارف مع الدوائر المتواجدة في الفعالية. كذلك اسمح لنفسك بالانصات والتعلُّم من الآخرين، وكن جاهزًا بتوصيف موجز ودقيق لمشروعك. لا تنس كذلك تبادل البطاقات الشخصية ومعلومات الاتصال، وتذكر بأن التفاعل الذكي هو المفتاح، وأن هذه التجمعات ليست فقط تسويقًا لمشروعك متمثًلا فيك، بل ترويجًا لشخصك ومهاراتك وخبراتك التي تبني الثقة والمصداقية فيك وفي المشروع ككل.

5) استثمر في حضورك الإلكتروني:


شبكات التواصل الإجتماعي هي أثرى وسط يسمح للناس بالتعبير عن أنفسهم ومشاركة لحظاتهم (تذكر ما قلناه في نقطة رقم 1؟). بإمكان شركتك استغلال هذا الوسط للوصول إلى الفئة المستهدفة بسهولة وبالتالي تحقيق انتشارًا أكبر.

ببساطة، تواجد حيث يتواجد جمهورك المستهدف. على سبيل المثال، إذا لم يتواجد جمهورك على إنستجرام ، فما الهدف من إنشاء حساب إنستجرام واستثمار وقت وجهد لتطويره في المراحل الأولى من شركتك؟

قم بإجراء بحث عن السوق المستهدف وسلوك جمهوره واهتماماتهم. كذلك راقب تفاعلاتهم واستفِد منها. إذا كانوا يقضون كل أوقاتهم بتصفّح الفيسبوك، قم إذًا  بتوجيه كافة جهدك وطاقتك وتركيزك على النشر والإعلان والتفاعل على فيسبوك. كذلك قم باستخدام وتوظيف تقنيات التحليل والإحصاء حتى تحصل على فهمٍ أوضح للجمهور المستهدف مما يساعدك في الوصول إليهم بشكلٍ أسرع وبالتالي بناء علامة تجارية مميزة بالنسبة إليهم.


6) امتلاك نقطة بيع فريدة:

نقطة البيع الفريدة « USP - Unique selling Point» هي الميزة  التي تستخدم في ترويج مشروعك لبيان اختلافه أو تفوقه على منافسيه في السوق، كما أنها تجذب العملاء لشراء منتجاتك أو خدماتك دون غيرك من المشاريع المنافسة. قد تتمثل هذه النقطة مثلًا في سعر أقل، خدمات إضافية، عنصر أمان وخصوصية أعلى، توصيل أسرع أو هذا كله. 


وبشكل أكثر اختصارًا: ما يميّز علامة تجارية ما، ليس مجرد ذاتها، بل ما تقدمه. وكما يقول «بيري مارشال» عن كتابة الإعلانات الترويجية في العالم الحديث: «إذا امتلكت نقطة بيع متفردة ومميزة، فالإعلان سيكتب نفسه»! المقصد هو أن هذه النقطة الفريدة هي نقطة قوة المشروع الكبرى والتي تقوده بأكمله، وقد لا يتذكره أحد بدونها.


January 5, 2020
تاريخ النشر
الهوية
التصنيف

ربما يعجبك ايضاً

الالوان

الألوان التسويقية: ما هي؟ وكيف تستخدمها لبناء علامة تجارية مميزة؟

إذا فكرت في أي علامة تجارية في أية لحظة، فإن أول ما يخطر على ذهنك هو لون شعارها الدعائي. هذه ليست صدفة أو حادثًا يقع لك وحدك، بل هناك نظريات ودراسات كاملة تعني بهذه النقطة وحدها

الهوية

دليلك لاختيار وتصميم نوع الخط المناسب لعلامتك التجارية

لعلك قد أثار انتباهك أن علامة تجارية ما تتبنّى نوعًا أو مجموعة من الخطوط الثابتة التي لا تتغير، حتى أنّك أحيانًا كثيرة إذا قرأت إعلانًا بشكل عشوائي في أي مكان، قد تتمكّن من تخمين الشركة المُعلنة ببساطة، وهذا بالضبط هو تأثير الخطوط في الترويج للعلامات التجارية.

الخط

الدلالات النفسية للخطوط: أهمية الخطوط وتأثيرها على المزاج العام للعلامة التجارية

عندما يتعلق الأمر باختيار خط مخصص لعلامتك التجارية، فإنه يتعيّن عليك أن تمتلك أساسًا قويًا لاستخدامه هو بالذات دون غيره من أنواع الخطوط.